في ذلكم اليوم كنت في حافله نقل الركاب الى طريقي لبد اخر
الذي كان وقتها ترابيا غير معبد.ولما وصلت بنا الحافله الى مشارف مرتفعات ...اوقف السائق ا
الحافله والتفت للركاب يستأذن منهم ان ينزل من الحافله ويصلي ركعتين.مثل هذا الطلب من السائق__ونحن في وسط برية الطريق __لابد ان يواجه من قبل الركاب بالاستفسار والاستفهام
،فما الوقت بوقت صلاة الفريضه.لكنهم اذعنوا ازاء اصراره على الصلاه.
نزل السائق وصلى ركعتين ،ثم عاد وجلس وراء المقود،وواصل المسير ..وقد ازاد بناء _نحن المسافرين حب التعرف والاستطلاع .ترى مالذي دعا ه الى الصلاه في هذا المكان ؟واي صلا ة صلاها قبل اذان الضهر،مصرا على ادائها كل الاصرار؟عندها ابتدرته بالسؤال :ماهذه الصلاه التي صليتها هنا؟ولم تخيرت هذا الموضع من الطريق دون سواه؟فقال في هذا المكان ايقضني الله تعالى من نوم الغفله ..وقد التزمت ان اصلي ركعتين شكر لله كلما مررت به.
وسالته :كيف ايقضك الله تعالى من نوم الغفله في هذا المكان؟ لكنه لم يشا في البدايه ان يحكي ماوقع له ثم ازاء الحاحي والحاح الركاب وافق ان يحكي
قال:قبل بضع سنين ..كنت غير ملتزم اعيش حياتي على هواي
ولااتونى عن ايقاع الاذى بالاخرين ولايؤديني الى ذكر الله حتى كان يوم كنت مارا فيه وحدي بسيارتي في ذلك الموضع الذي نزلت فيه وصليت .في تلك اللحضه كان علي ان اترجل من السياره لقضاء الحاجه
واتخذت لي موضعا مجاورا لمزرعه قمح قد حصد انفا ..وجلست في تلك اللحضه لفت نظري زنبور كبير الحجم قد حط على الارض المحصودة بالزرع ثم حمل حبة قمح كانت هناك فحملها وعاود الطيران باتجاه بقعه مليئه بالاحجار عندها وجدتني اتسائل عن شان الزنبور بلقمح فالزنابير لاتاكل القمح فلابد انه قد حمل الحبه لامر ما وقد اخذت بتتبعه فتعقبته على عجل حتى رايته يهبط بين الصخور وهناك عصفور على الارض ميته والى جانبها فرخان كان كل منهما قد نقف البيضه حديثا منهاومان وصل اليهما حتى فتحا منقاريهما وعندها دنا منهما الزنبور ووضع حبه اخرى وضعها في فم العصفور ومضىثم عاد مره اخرى حتى عاد حاملا حبة اخرى ووضعها في فم العصفور الاخر
ومازال يكرر حتى شبع العصفوران اللذان ماتت امهما
كان هذا العمل بالنسبة لي هتافا عاليا دوىً في اعماق قلبي وجودي وايقضني على ذكر الله الحق تبارك وتعالى :ترى لماذا كنت غافلا حتى الساعه عن ربي الرحيم الذي سخر الزنبور لخدمة عصفورين وحفظ حياتهما بكيت من قلبي ووانا اقبل على الحق بعد كل هذه السنين الطويله من الغفله والاعراض --عميت عين لاتراك وخسرت صفق عبد لم تجعل له من حبك نصيبا ؟ثم بسطت يدي نحو السماءقائلا:الهي و حبيبي ربي الرحيم .ارحمني واعف عني كنت قد مننت علي ووهبتني كل مالدي فلا تبعدني عنك منذالان يالله ومهما يكن فقد بكيت في ذلك اليوم كثيرا ثم هويت ساجدا الى الارض باكيا بين يديه ...اعتذر عما فرطت فيه من امري حتى شعرت بضياء في قلبي وايقنت اني قد صحوت من نوم الغفله حقا فامضي صعداً تلقاء الكمالات الروحيه.